إعتراف بوتفليقة بالأزمة المالية تثير ضجة في اوساط الجزائريين


اعترف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أخيرا، أن بلاده تعيش وضعا ماليا صعبا، داعيا في هذا الصدد إلى حشد العزائم للتحرر من التبعية المفرطة للمحروقات، ما أثار ضجة كبيرة في أوساط الجزائريين، الذين حمّلوه مسؤولية هذه الأزمة.

 وكان بوتفليقة، أكد في رسالته بمناسبة إحياء يوم العلم المصادف لـ16 أبريل من كل سنة، قرأها نيابة عنه المستشار برئاسة الجمهورية محمد علي بوغازي، مساء أول أمس، "يجب علينا أن نستلهم من رؤية شيخنا الفاضل عبد الحميد بن باديس، رؤية سمحت للأسلاف بتحرير الجزائر لكي نحشد عزائمنا لنتحرر من تبعيتنا المفرطة للمحروقات حتى وإن كانت نعمة على الجزائر"، مشيرا إلى أن بلاده تمرّ "في ظروف مالية صعبة جراء تضارب أسعار النفط في الأسواق الدولية"، داعيا داعيا الجزائريين إلى المشاركة في تجاوز هذه الأزمة.


وأثارت "رسالة اعتراف" بوتفليقة زوبعة في الجزائر، حيث تعتبرها المعارضة السياسية، وإعلام الجزائر المستقل، وجل الجزائريين، بمثابة اعتراف بفشل نظام بوتفليقة ومن معه في دائرة القرار والسلطة، مشددين في عدد من المنشورات في مواقع التواصل الاجتماعي، على ضرورة إنهاء تحكم النظام في السلطة والنفوذ وفي ثروات البلاد، وتصحيح الأوضاع العامة بالبلاد عبر ديمقراطية حقيقية.


وتشهد الجزائر في السنتين الأخيرتين، إلى الآن، أزمة اقتصادية ومالية خانقة، بعد انهيار أسعار النفط على المستوى العالمي، ما تسبب في عجز الميزان التجاري، وفي مشاكل مالية كبيرة للبلاد، حيث تسعى الجزائر إلى تقليص مستوى الواردات من أجل التحكم تقليص هذا العجز، وخصوصا أنها فقدت مؤخرا موطئ قدم في السوق العالمية للغاز، عندما فقدت السوق الإيطالية، كما أنها مرشحة لفقدان المزيد من الأسواق.


وبموازاة مع ذلك، تعرف الجزائر أزمة سياسية مرتبطة بالأساس بالحالة الصحية المتدهورة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وتفرض على النظام إيجاد رئيس بديل، يؤمن وجود هذا النظام واستمراره، في ظل الأصوات المعارضة لهذا الطرح، والداعية إلى بدائل أكثر ديمقراطية، والقطع مع تحكم النظام في كل أمور البلاد.
loading...

ليست هناك تعليقات